"الغارديان": غمر أنفاق غزة بماء البحر يهدد موارد الشرب والزراعة للأهالي
"الغارديان": غمر أنفاق غزة بماء البحر يهدد موارد الشرب والزراعة للأهالي
أفاد تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية بوجود تهديد خطير على إمكانية استمرار المعيشة في قطاع غزة حال تنفيذ الجيش الإسرائيلي خطته بغمر أنفاق القطاع بماء البحر، إذ وفقا للتقرير سيقضي ذلك على موارد الشرب والزراعة، ويهدد بانهيار العديد من البيوت.
وذكرت الصحيفة، أنه وفقا لدراسة لأكاديمية "ويست بوينت" الأمريكية، فإن غمر ٣١٢ ميلا من الأنفاق أسفل القطاع، يتطلب مليوناً ونصف المليون متر مكعب من ماء البحر، ما سيكون له تأثير على المياه الجوفية.
ويقول مدير هيئة ووتر هاب السويسرية مارك زيتون، إن تلك الكمية من ماء البحر قادرة على التسرب عبر تربة غزة الرملية بسهولة لموارد المياه الجوفية.
ويضيف أن ذلك التسرب سيؤدي لتلوث إضافي بالمياه الجوفية، ما يجعل معالجتها لغرض الشرب أمرا مستحيلا.
ويقول وين ويجسنينبيرغ، من الجمعية الهولندية للسلام، إنه بجانب تسبب غمر الأنفاق في تمليح المياه الجوفية، فإنه من المتداول معلومة وجود نحو ٢٠ ألف جالون من الوقود مخزنة بالأنفاق وغمرها بالمياه سيؤدي لتسميم إضافي للتربة وموارد الشرب.
ويضيف ويسننبيرغ، أن الكوارث لن تتوقف عند ذلك الحد، وأن غمر الأنفاق يسبب تميعاً للتربة وبالتالي إمكانية انهيارها بما عليها من البيوت، ما سيزيد من معاناة أهالي القطاع.
ومن جانبها، تشير مدير قسم التغير المناخي بهيئة البيئة الفلسطينية هديل أخمصي، إلى أن موارد المياه في غزة تتعرض مسبقا للتدمير، إذ تسبب القصف الإسرائيلي في تسرب مخلفات محطات تحلية المياه للبحر، ما سيجعل إعادة معالجة مياهه صعبة بعد تلوثها بالمخلفات.
العدوان على قطاع غزة
عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات.
وأسفر القصف عن مقتل ما يزيد على 20 ألف مواطن فلسطيني بينهم 8000 طفل و6200 امرأة، فيما بلغ عدد الجرحى 53688، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1200 شخص بينهم أكثر من 400 جندي وضابط، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 5 آلاف بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة.
وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.
في الأول من ديسمبر الجاري، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية.